بسم الله الرحمن الرحيم
للشيخ جوادي املي
ما هو سرّ السلام على أهل البيت (عليهم السلام)؟
لعلكم سمعتم بأن واحدة من آداب محفل العلم سلام المعلم على المتعلمين و المخاطبين.
و هذا الأدب قد تعلّمناه من الذات الأقدس الإلهية في سورة الأنعام المباركة
حيث قال: «و إذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم»(1)،
أي إذا جاءك المؤمنون لتلقي العلوم الإلهية فقل سلام عليكم.
إن المخاطبين الذين كانوا في مجلس الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) على صنفين.
فمتوسطيهم كانوا يتلقون السلام من النبي، و بعضهم يتلقونه من الله.
و بالطبع فإن سلام الله هو إعطاء السلامة. و ليس معناه أن الله كان يسلم على أحد باللفظ،
و إن أهم نوع للسلامة هي سلامة القلب.
إن القلب السالم هو الخالي من ذكر غير الله. فإن كان ظرف القلب سالماً سيتهيأ المكان للمظروف،
و عندئذ ستُلقى العلوم و المعارف في مثل هذا الظرف.
إذن فإن الذات الأقدس الإلهية يعطي الإنسان الظرف في بادئ الأمر ثم الظرفية و في نهاية المطاف المظروف.
و من جانب آخر فإن سلامة القلب في انكسار القلب،
لذا فلو أصحب الإنسان حال أدی الی انكسار قلبه فعليه أن يكون شاكراً،
و لو تعلّم مسألة فلابد أن يكون شاكراً، لأن هذه كلها من عطايا الله.
و على أي حال فإن سلامة القلب نصف الطريق،
لأن الظرف السالم ما دام خالياً من المظروف فهو لا ينفع.
إننا حين نقول في تحيتنا للمعصومين (عليهم السلام) في الزيارات: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
تتعلق هذه السلامة بسلامة القلب و الظرف، و إن تلك الرحمة التي نسألها هي ناظرة إلى المظروف،
أي أننا في الواقع نطلب من الله أمرين؛ أحدهما سلامة ظرف القلب،
و الثاني الحصول على المظروف الحسن،
أي نطلب من الله أن يُنزل رحمته و بركاته على قلبنا، و أن يطهّر قلبنا عن ذكر غيره.